الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية القبض على أجانب بالتراب التونسي في قضايا مشبوهة: مــا الحكـاية؟؟

نشر في  02 نوفمبر 2016  (10:53)

منذ سقوط نظام بن علي سنة 2011 وإلى حد اليوم، تم القبض على عدد من الأجانب بالتراب التونسي في قضايا مشبوهة تعلقت بحمل الأسلحة والجوسسة والارهاب. حوادث لا زال حبر كثير يسيل حول حقيقتها، فبعد تأكيد عديد المعطيات والقرائن حول صحتها، يتم اطلاق سراح المتهمين فيها بعد مدة وجيزة بحجة عدم توفر الأدلة. مما فتح المجال أمام عديد التأويلات من بينها أن «أجهزة المخابرات العالمية باتت ترتع في البلاد» وأنّ سفارات أجنبيّة تدخلت من أجل الإفراج عن مواطنيها.. فأين هي الحقيقة من كلّ هذا خاصة أنّنا شهدنا تبرئة ساحة أغلب المورطين في هذه القضايا ومنها ملف السياح السويديين الذين تمّ القبض عليهم يوم 16 جانفي بتونس والديبلوماسيين الروس الذين عادوا إلى بلدانهم محمّلين بصكوك البراءة.. وفي هذا الصدد، نسلط الضوء على أبرز الأحداث التي أثارت شكوكا عديدة وجدلا واسعا في الرأي العام التونسي.

القبض على سويديين مسلحين تزامنا مع أحداث الثورة

مساء يوم 16جانفي 2011 غير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة وعلى بعد أمتار قليلة من مقر الحزب الديمقراطي التقدمي حينما كانت حالة من الخوف والفوضى تسود البلاد، تم القبض على سويديين بحوزتهم أسلحة، وبينما أصرّت بعض المنابر الإعلامية والمواقع الاجتماعية على أن من تم القبض عليهم حينها جواجيس وقناصة حلوا ببلادنا لإشعال نار الثورة، اعتبرت أطراف أخرى أنهم مجرد سياح لا ناقة لهم فيها ولا جمل في الأحداث التي عرفتها البلاد.
وقد صرح أحد الضباط العسكريين في إحدى القنوات التلفزية أنّ وحدات أمنية تمكنت من القبض على 4 مسلحين سويديين يمتطون سيارة أجرة،  لكن البعض أكّد أن الضابط تسرع في نشر هذا الخبر وأن الحقيقة غير ذلك لأن ما حدث حينها هو اشتباه بعض المواطنين في سيارة أجرة كانت تقل 4 أجانب فقاموا بإ يقافها وبتفتيشها تم العثور على أسلحة نارية فاستنجدوا بأعوان الأمن والجيش لكن قبل ذلك قاموا بالاعتداء عليهم وطرحهم أرضا وهو ما يوثقه أحد أشرطة الفيديو. ماحدث بعد ذلك هو أن أعوانا من الجيش الوطني قاموا بنقل السياح وإسعافهم بأحد النزل وهناك وقع التثبت في هوياتهم وتراخيص الصيد التي كانوا يحملونها وتاريخ دخولهم للبلاد حيث تبين أنهم موجودون في تونس منذ بداية شهر ديسمبر 2010. فتم الاعتذار لهم وإعادتهم إلى الفندق في انتظار عودتهم إلى المطار من جديد والانطلاق إلى زوريخ ومنها إلى العاصمة السويدسة ستوكهولم.. وأغلق الملف!

ديبلوماسيون روس يستخرجون قاعدة بيانات أجيال من الشعب التونسي

تمكّنت السلطات التونسية من الكشف عن شبكة تجسّس يقودها دبلوماسيون روس قاموا باستقطاب عدد من التونسيين العاملين في دوائر البلديات وإدارات عمومية حساسة، بهدف مدّهم بقاعدة بيانات حول معطيات تخصّ أجيال من الشعب التونسي. وقد تم إيداع عدد من المتورطين التونسيين في السجن بينما تم الإفراج عن المتورطين الروس لتمتعهم بالحصانة الدبلوماسية...وتظل أسئلة الاستفهام قائمة إلى حدّ الآن بخصوص هذا الملف.

حاوية بلجيكية محملة بالأسلحة والذخيرة

ملف آخر شابه الاستغراب والتعجب فقد تمّ إيقاف رجل الأعمال البلجيكى فيليب رايس ،على خلفية وجود كمية من الأسلحة من بينها رشاش كبير متطور ومسدسات وكمية هامة من الخراطيش في حاوية على ملكه تم حجزها بميناء رادس، وفق رواية الديوانة التونسية.
وقد تم الاحتفاظ برجل الأعمال وشريكه الفرنسى وزوجته التونسية لمدة ستة أيام، ثم تمّ الافراج عنهم بنهاية المدة القانونية للايقاف التحفظى فى جرائم الحق العام، وإعادة ملف القضية المتعلقة بهم الى القضاء الجهوى بولاية نابل، بعد أن نفى القطب القضائي لمكافحة الارهاب شبهة الجريمة الإرهابية على المظنون فيهم.
كما نفي البلجيكي في تصريحات إعلامية، وجود أسلحة بالحاوية، مؤكدا أن المواد الوجودة في الحاوية كانت ألعابا، وأنه ارتكب مخالفة جمركية بسيطة فقط، حسب روايته.
وقد أغلق ملف البلجيكي وحاوية الأسلحة بعد أن تعهدت به الدائرة الجناحية بنابل بصفته قضية ديوانية فقط وذلك في تضارب تام مع المعطيات والاتهامات الأولية التي فجرتها الديوانة التونسية. فأين الحقيقة يا ترى؟

شقيقان أمريكيان في جندوبة على علاقة بتنظيم ارهابي

تمكنت الوحدات الأمنية من إيقاف شقيقين يحملان الجنسية الأمريكية للاشتباه في انتمائهما إلى جماعات إرهابية وذلك اثر مداهمة منزل على وجه الكراء والعثور لديهما على حاسوب ومخططات لعمليات إرهابية ودعوات للجهاد.
واعترف الموقوفان بحضور مترجم بأنهما اعتنقا الإسلام مؤخرا ويريدان تطبيق الشريعة، وقد تمت احالتهما على القطب القضائي بالعاصمة.  ليتم فيما بعد اطلاق سراحهما ومواصلة الأبحاث في شأنها بعدما بيّنت الأبحاث الأولية أن لا علاقة لهما بالإرهاب وعدم نيتهما القيام بأعمال إجرامية تستهدف البلاد.
وقد أكد الناطق باسم النيابة العمومية سفيان السليطي في تصريح لأخبار الجمهورية، أنّه لم يتمّ العثور على أيّ على أي شيء له علاقة بشبهة الإرهاب في ملف الأمريكيين، مشيرا إلى أن الوحدات الأمنية حجزت هاتفين جوالين وحاسوبا على ذمة المعنيين بالأمر.  بينما بثت قناة أمريكية  «TV8 Wood، تقريرًا عن الشقيقين الأمريكيين المذكورين يؤكد انتماءهما لتنظيم إرهابي... فما حقيقة الأخوين الأمريكيين؟
وتطرح الحالات الأربعة المذكورة عديد الأسئلة في علاقة بمدى براءة هذه الأطراف  الأجنبية، فهل جاءت لبلادنا لتنفيذ أجندات خفية وتمكنت بفضل ضغوطات سفاراتها من الخروج من التهم التي وُجهت لها كخروج الشعرة من العجين أم أنّ مخاوفنا على البلاد وعلى سيادة البلاد هي التي دفعتنا للتفكير بمنطق «المؤامرة» في حين أنّهم أبرياء من كلّ التهم والشبهات التي حامت حولهم؟

نضال الصيد